22‏/10‏/2011

متى نحتفل بعيد الشرطة ؟؟


فاجأنى صديق يعمل أمين شرطة بوزارة الداخلية الغائبة منذ 28 يناير وأنا فى زيارة لقريتى الصغيرة حين قال لى :

 - إبسط ياعم عيد الشرطة وعيد الثورة بتاعتكم  حيبقوا فى يوم واحد.
إلتفت إليه مندهشا ومصطنعا الإبتسام :
- الثورة بتاعتنا ؟!! ده على أساس إنكوا لسه مش مقتنعين بيها ؟ وبعدين تعالى هنا عيد شرطة إيه إللى أنت جى تقول عليه ؟ بذمتك إنتو عندكوا دم وعاوزين تحتفلوا كمان بعيد الشرطة هى فين الشرطة دى وإنتوا نايمين فى بيوتكم والبلد ظايطة ؟
رفع حاجبيه المرسومتين وقال :
- علشان تعرفوا قيمتنا وبعدين كلمة فى سرك إحنا قاعدين بأوامر علشان أريحك .... نرجع بقى لعيد الشرطة ده يا سيدى قرار رئاسة الوزرا والإحتفال حيكون بعيد الشرطة وعيد الثورة فى يوم واحد وشوية كده وتبان الحقيقة ويرجع 25 يناير عيد الشرطة بس ومانجيلكوش فى ثورة هاهاهاهاها .
تركنى وذهب وضحكته تلسع عقلى وجسدى كسياط من نار  ...


مالذى يحدث ؟ وعن أى شرطة يتحدثون ؟ 
- تلك التى كانت سندا ويدا متسلطة لنظام مبارك طوال عهده ضد الشعب الأعزل المسكين المغلوب على أمره .
- أم تلك التى أستعملها العادلى ومبارك لإجهاض أعظم ثورة عرفتها البشرية وقتل أطهر شباب أنجبتهم مصر طوال تاريخها .
- أم تلك التى تركت مصر شهورا كاملة بلا أى أمن نهبا للفوضى المخططة وللبلطجية وعصابات السرقة والتى أتضح أن من يقود أغلبها هم أنفسهم رجال الشرطة .


لماذا نحتفل بعيد الشرطة ؟؟؟
إن عيد الشرطة والذى كنا نحتفل به قبل 2011 كان عرفانا بجميل جيل فهم أن الشرطة هى جزء من هذا الشعب لا ينفصل عنه فقاموا بمقاومة المحتل الإنجليزى عام 1952 كباقى أبطال مصر فى هذا العهد وضحوا بأرواحهم فداءا لكرامة هذا الوطن .
فهل رأينا هذا من الشرطة منذ رحل الإنجليز وتولى حكم مصر أبناؤها من العسكر ؟
بالطبع لم يحدث سوى العكس ولم نرى من جهاز الشرطة سوى كل بطش وإهانة وتعذيب وإحتقار للشعب المصرى خدمة للحاكم بأمره .
ثم جاءت ثورة 25 يناير ليفعل جهاز الشرطة المصرى ما لم يفعله المحتل نفسه بالمصريين وكلنا شاهدون وحاضرون ولم ولن ننسى جرائمهم ضد الثوار ومخططاتهم لنشر الفوضى والخراب لإفشال الثورة .
وحتى بعد نجاح الثورة الجزئى برحيل مبارك لم يعودوا لعملهم ولم يعترفوا بالثورة ولم يكلفوا أنفسهم أن يقدموا إعتذارا بسيطا لهذا الشعب عما بدر منهم ضده .
ثم يأتى بعد كل هذا من يحدثنا عن عيد الشرطة .


متى نحتفل بعيد الشرطة ؟
لن ننسى مافعله أبطال شرطة مصر فى 25 يناير 1952 ولن ينساهم تاريخ مصر 
ولكننا أيضا لن ننسى جرائم شرطة 25 يناير 2011 ولن يكفرها سوى محاسبة من أجرم وأذنب فى حق هذا الوطن قد نحتفل بعيد شرطة جديد ولكن متى ؟ ..
- عندما نرى رجل الشرطة همه الأول أمن كل مصرى أيا كان مركزه ومقامه .

- عندما نرى رجل الشرطة لا ينتظر مقابلا تحتيا لعمله وواجبه الذى يتقاضى راتبا من أجله .
- عندما نرى رجل الشرطة يعشق وطنه أكثر من عشقه لحذاء الأعلى رتبه منه .
- عندما نرى بيانا رسميا صادرا من وزارة الداخلية بالإعتذار للشعب المصرى عن كل ماصدر من هذا الجهاز من أخطاء ضد مصر وطنا وشعبا ..
ساعتها وساعتها فقط ....  نستطيع أن نرقص ونحتفل بعيد الشرطة 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق