أما بعد ،
مش عارف ليه برتاح لما أبدأ أى كتابة بكلمة ( أما بعد ) .. شعور غريب بصفاء نفسى وهدوء عقلى وبراح فكرى يديك مساحة علشان ترتب إللى جواك
العادى إنك دايما بتقول رأى أو خبر وبعدين تسترسل بكلمة أما بعد ..... لكن لما تكون كل الدنيا حواليك أخبار وإشاعات وآراء لكل من هب ودب فإيه المشكلة إنك تبدأ من حيث أنتهى عجن الآخرون وتقول ( أما بعد ،)
هو أنا كنت عاوز أقول إيه ؟؟
آه .... نقطة نظام يا شوية بشر
وعلشان ماحدش يفهمنى غلط ويفكرنى باشتم فكلامى موجه لصحابى الثوار الأصليين وإللى واضح إن حاجات كتير جواهم عمالة تتخانق وتشتم وتحدف بعضها بالطوب
إهدوا شوية بالصلاة عالنبى و تعالوا نحسبها بالورقة والقلم :
كل واحد يطلع كراسته وقلمه وكمامته ونضارته بسرعة علشان مافيش وقت نضيعه
- إيه إللى كنا عاوزينه قبل 30 يونية ؟
- كنا عاوزين معجزة تخلصنا من كابوس أسود إسمه حكم التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين
- كنا عاوزين ننام ونصحى نلاقى ربنا نجانا من قرارات مرسى إللى بيرجع فيها ومن خطاباته إللى بيرٌجع فيها
- كنا عاوزين الأشكال الغريبة إللى ليل نهار بتبث كراهية وفتنة وإقصاء فى وطن طول عمره واحد ربنا ياخدها وتتنسف من على وجه الأرض المصرية .
- كنا عاوزين ثورة 25 يناير إللى اتسرقت واتحط عليها وأبتذلت ورخصت تصحى وتزهزه ونرجع نهتف بأعلى صوت ( إرفع راسك فوق إنت مصرى )
- طيب إيه إللى حصل ؟
حصلت المعجزة وخلصنا من حكم الإخوان
وإللى كان لا يمكن ينتهى لو إستنينا عليه لحد ما يتمكن ولو بالطبل البلدى .
- طيب إيه إللى مخلينا قلقانين ؟
قلقانين من الإستخدام المفرط للقوة ضد أى معارضة
قلقانين من شبح الحكم العسكرى وإللى الشعب بقى متهيأ له وفاتح له حضنه
قلقانين من عودة الروح فى الفلول و الحزب الوطنى المخلوع فى 25 يناير
قلقانين من رغبة الإنتقام لدى الإخوان والإسلام السياسى وعودة شبح الإرهاب بكل ملابساته الحقيقية والخيالية
قلقانين من أن تدور الدائرة على ثورة 25 يناير وثوارها ورموزها ومبادئها وأهدافها خاصة أنهم يدركون أن الثوار وبما لا يدع أى مجال للشك حتماً هم الشوكة التى ستنغرس فى ظهر أى حاكم ظالم أو فاشل
- طب نعمل إيه ؟
أهم حاجة نبعد شوية عن برامج التوك شو المبتذلة وعن التايم لاين الملتهب ونفكر فى كل مشهد على حدة
( 1 ) المؤسسة العسكرية :
تبقى المؤسسة العسكرية فى مصر هى الأقوى
فلا طالها إنقسام يشتتها ويضعف شوكتها
ولا طالتها محاسبة تحنيها حتى وإن أجرمت
ولا نال منها ومن صورتها الخيالية تشويه أو هتافات
لذا وبمنتهى الصراحة وبأقل قدر من البراجماتية فإن أى محاولة حالية لإستفزاز المؤسسة العسكرية أو إستعدائها لن يكون لها أى نتيجة أخرى خلاف ما تراه أعينكم يحدث للإخوان المسلمين .
وبالتالى فإن علينا إلتقاط والتشبث بذلك الخيط الرفيع الذى يوصل للنقطة الأهم وهى عدم رغبة رجال الجيش الحاليين فى الحكم -بحسب تصريحاتهم المتكررة - حتى ولو كانت كاذبة وإن كنت أصدقها فالغبى فقط هو من يفكر فى حكم مصر خلال المرحلة القادمة وخاصة رجال الجيش فما لاقوه وعانوه خلال فترة المجلس العسكرى يخلى الحمار يفهم إن بعد 25 يناير كرسى الحكم ورتبة الجيش دونت ميكس .
(2 ) نظام مبارك :
(2 ) نظام مبارك :
يعنى الحزب الوطنى وده خلاص مات ومش هيرجع إلا لو فضلنا عايشين عالكيبورد وسايبين الجمل بما حمل لكل قطاع الطرق ولكل كلاب السكك ولكل تجار الكذب .
ويعنى الفساد والمحسوبية والإعلام الكاذب ودول لسه موجودين وهيفضلوا موجودين طول ما يسرى فودة وباسم يوسف وريم ماجد فضلوا قرفانين من الإبتذال الإعلامى وسابوا المشهد يتصدره مصطفى بكرى ومرتضى منصور وتوفيق عكاشة .
ويعنى الدولة الأمنية ودى بقى مش هترجع إلا لو فضلنا مشتتين بين الحلم إللى مستحيل يتحقق مرة واحدة وبين الحقيقة إللى مش كلها سودة وتقرف.
لذا وبمنتهى الواقعية لا حل سوى العمل السياسى الناضج الذى يخاطب الأغلبية الساحقة من المجتمع المصرى بلغة قريبة منه مرتكزاً على مبادىء الثورة وأخلاقها ... بيتهيألى الثلاث سنوات المنقضية بكل ما تحمل من أحداث جسام عظام لم يشهدها الواقع السياسى المصرى منذ خلق الله مصر كفيلة بإكسابنا خبرة قرون من العمل السياسى ده لو كنا بنفهم وبنتعلم .
( 3 ) الإخوان وتيار الإسلام السياسى :
الإخوان بيقعوا لكنهم مش هينتهوا
الأيديولوجية ما بتنتهيش بالعكس رجوعهم مؤكد ويبقى الرهان هل الرجوع للحرق و الإنتقام أم للتصحيح والمراجعة والمصالحة ؟
- يبقى الرهان على ذلك القدر الضئيل من النور داخل عقول شباب الإخوان المسلمين وهو نور الإيمان والعلم والذى طغت عليه ظلمة السمع والطاعة .
- ويبقى الرهان على هذه الحفنة القليلة من العقلاء فى التيارين المدنى والدينى المعتدل والقادرة على التوافق والإحتواء لكل هذا الكم من الشباب الذى لم تلوث يداه بعد بالدماء لكنه محمل بطاقة هائلة من الكره والإنكسار .
لذا وبمنتهى الصدق فإن إقصاء وشيطنة كل الجماعة قيادات وشباب مدانون وأبرياء هو أول خطوة فى هدم مصر وجعلها مرتعاً للفتن والتعصب شئنا أم أبينا لا حل سوى الإحتواء والمصالحة والمراجعة لكل الأطراف بعد محاسبة كل من أذنب بالعدل والقسطاس .
( 4 )ثوار 25 يناير وأهدافها :
مصطفى النجار من فترة كتب مقال عن الذين يقتلون وائل غنيم وبلال فضل وأحمد ماهر وغيرهم كتير بتشويهم وتخوينهم وشيطنتهم لكنى باقول ليه وليهم : إنتم إللى بتنتحروا بعزلتكم وخروجكم من المشهد وإصراركم على مواقف مش هتقدم خطوة لقدام الثورة بتنجح ومش حتموت إحنا وقعنا نظامين وأشباحهم هما إللى بيحاربوا فى بعض إنهاردة وإللى هيغلب منهم هيبقى متكسٌر ومافيهوش حيل يقف قدامناوحتى لو قدر علينا مش هيقدر عالأجيال إللى فى ضهرنا وإللى الثورة جواهم عقيدة قوية وفتية وتهزم أعتى نظام .
يبقى بعيداً عن كل هذا الكم من اليأس والولولة والسوداوية التى تمارسونها ليل نهار :
- حد يفكر ينشىء كيان يجمع كل الناس النضيفة ويبنى بيهم حائط صد قوى ضد أى إستبداد وارد ؟
- حد فكر يجهز مرشحين شرفاء لأى إنتخابات جاية ( رئاسية وبرلمانية ) ؟
- حد فكر يتبنى مشروعات علمية وفكرية لبناء مصر من جديد ؟
- حد عنده إستعداد يتحمل التهم والشتايم والبذاءات فى سبيل الدعوة لمصالحة مجتمعية شاملة تجمع ولا تفرق ؟
لأ طبعاً وكالعادة هنقعد نهرى فى نفسنا ونحزق فى أهالينا لحد ما نلاقى الإنتخابات فى وشنا ومافيش وقت للدعاية أو الحشد ونلاقى إللى جاهز وإللى بيفوز زى كل مرة كوادر الحزب الوطنى وخلايا الإخوان إللى لسه نايمة - وهى كتير على فكرة -
وهنفضل فى هذه الدائرة المفرغة من الإستقطاب والتخوين والكره إلى مالانهاية فى سبيل تسجيل نقاط من المثالية الخيالية على تويتر وعلى الفيس بوك وفى مدونات وائل عباس وعلاء عبدالفتاح .
لذا وبمنتهى الوضوح هافضل اقولها مرة وأتنين وتلاتة وأربعة ....
كفاية بقى وتعالوا مع بعض نمد إيدينا لأى حد عاوز يبنى
لأى حد عاوز يصلح لأى حد عاوز يصالح لأى حد عاوز يوفق لأى حد عاوز ينضٌف ....
أكيد أكيد ورغم كل إختلاف هيفضل ما بينا فى حب مصر مليون ألف حلقة وصل
أكيد لو عندنا عقل وبنميز هنفهم إن الإقصاء مش حل وإن القهر مش حل وإن العنف مش حل
Hamada El-Naggar